2025-07-04 15:46:58
في ظل التطورات المستمرة حول سد النهضة الإثيوبي، تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا حالة من التوتر والتفاوض المستمر، حيث تسعى الدولتان إلى تحقيق مصالحهما في ملف يعتبر من أكثر الملفات تعقيدًا في المنطقة. اليوم، نستعرض آخر المستجدات حول هذا الملف الحيوي الذي يؤثر على مستقبل ملايين المواطنين في دول حوض النيل.
موقف مصر من مفاوضات سد النهضة
أكدت مصر مجددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، معتبرة أن أي خطوة أحادية من جانب إثيوبيا ستشكل تهديدًا للأمن المائي المصري. وأشار مسؤولون مصريون إلى أن القاهرة تتابع بقلق كبير التصريحات الإثيوبية الأخيرة التي تشير إلى نية أديس أبابا المضي قدمًا في الملء الثالث للسد دون اتفاق مع مصر والسودان.
وفي تصريح لوزير الخارجية المصري سامح شكري، أكد أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها المائية، مشيرًا إلى أن مصر مستعدة لجميع السيناريوهات لضمان عدم المساس بحصتها من مياه النيل. كما دعا المجتمع الدولي إلى لعب دور أكثر فاعلية في الضغط على إثيوبيا للالتزام بالتفاوض الجاد.
الموقف الإثيوبي والتطورات الأخيرة
من جانبها، أعلنت إثيوبيا عن استمرارها في خططها لملء سد النهضة، مؤكدة أن المشروع يهدف أساسًا إلى التنمية وليس الإضرار بأي دولة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية إن بلاده تتعاون مع الخبراء الفنيين لضمان عدم التسبب في أضرار جسيمة لمصر والسودان، لكنها في الوقت نفسه أشارت إلى أن أي تأخير في المشروع سيكون له عواقب اقتصادية كبيرة على إثيوبيا.
وكانت إثيوبيا قد أعلنت سابقًا عن اكتمال أكثر من 90% من أعمال السد، مما يزيد من مخاوف مصر والسودان من تأثيرات الملء الثالث على تدفق مياه النيل.
ردود الفعل الدولية
تدخلت عدة أطراف دولية في الأزمة، حيث دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف. كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أي تصعيد قد يؤثر على الاستقرار في المنطقة.
في المقابل، طالبت جامعة الدول العربية بإيجاد حل عاجل للأزمة، مؤكدة دعمها الكامل لمصر والسودان في الحفاظ على حقوقهما المائية.
مستقبل المفاوضات
مع استمرار الجمود في المفاوضات، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تجنب تصعيد خطير؟ تشير مصادر دبلوماسية إلى أن المحادثات قد تشهد تطورًا في الأسابيع المقبلة، خاصة مع الضغوط الدولية المتزايدة على إثيوبيا.
ختامًا، تبقى أزمة سد النهضة واحدة من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام في مصر وإثيوبيا، حيث يتوقف عليها مستقبل الأمن المائي لملايين الأشخاص. العالم يترقب ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات قد تحدد مصير هذه الأزمة الطويلة.
